"عدوانية وهلاوس".. تزايد الاضطرابات النفسية بين الشباب الإيراني بسبب تعاطي المخدرات

"عدوانية وهلاوس".. تزايد الاضطرابات النفسية بين الشباب الإيراني بسبب تعاطي المخدرات
مجموعة من الشباب الإيراني - أرشيف

حذّرت تقارير صحفية إيرانية من تصاعد مقلق في الاضطرابات النفسية الحادة المرتبطة بتعاطي المخدرات، خاصة بين فئة المراهقين، في ظل تسجيل حالات متزايدة من الهلوسة، السلوك العدواني، وفقدان الوعي، بعضها ينتهي باضطرابات نفسية دائمة.

ونقلت صحيفة «اعتماد» الإيرانية، اليوم الخميس، عن أطباء نفسيين في طهران، أن أقسام الطوارئ النفسية تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد أشخاص لا يمتلكون أي تاريخ مرضي نفسي، لكنهم يصلون إلى المستشفى بأعراض ذهانية حادة بعد تعاطي المخدرات.

وأشار فريق علاجي في أحد المستشفيات النفسية الحكومية جنوب غرب طهران، في حديث للصحيفة، إلى أن ما بين 15 و20 في المائة من إجمالي 100 سرير في المستشفى باتت مخصصة لحالات ناتجة مباشرة عن تعاطي المخدرات، حيث يصل المرضى في حالات فقدان وعي كامل أو أعراض نفسية شديدة.

ورغم امتناع التقرير عن ذكر اسم المستشفى، أكد الطبيب النفسي المسؤول أن عدد مراجعات الطوارئ وحالات الاستشفاء المرتبطة بالمخدرات ارتفع بشكل لافت خلال العامين الماضيين، وبلغ مستويات لم تُسجَّل خلال العقد الأخير.

وأوضح الطبيب أن بعض المرضى يتعاطون مواد مهلوسة ومخدرة تؤدي إلى ذهان حاد، في حين يعاني آخرون أصلاً اضطرابات نفسية مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، لكن تعاطي مواد مثل الحشيش والماريغوانا والميثافيتامين يؤدي إلى تفاقم أعراضهم بصورة خطرة.

المراهقون في قلب الأزمة

يُعدّ الجانب الأكثر إثارة للقلق، بحسب الأطباء الإيرانيين، هو أن الغالبية العظمى من مراجعي الطوارئ هم من المراهقين. 

وأكد طبيب مقيم في مستشفى نفسي حكومي بطهران أن عدد القاصرين المحالين إلى الطوارئ بسبب أعراض ذهانية شديدة ارتفع بوضوح خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ويتم استقبال كثير منهم في أقسام الأطفال بعد تدهور حالتهم الصحية.

ودفع هذا الارتفاع السلطات الطبية في أحد المستشفيات إلى التفكير جدياً في إنشاء قسم خاص لعلاج إدمان الأطفال والمراهقين، في مؤشر على حجم الأزمة المتفاقمة.

وقال طبيب مقيم عرّف عن نفسه بالحرف «ميم» إن أكثر من 50 في المائة من مراجعي قسم الأطفال هم مراهقون تعاطوا مواد مخدرة قوية، مشيراً إلى أن الحشيش أصبح المادة الأكثر انتشاراً بين الطلاب، ويتداول بينهم «كما تُتداول العلكة».

وأضاف أن المستشفى سجّل خلال العام الماضي عدداً متزايداً من حالات متلازمة فقدان الحافز بين الأطفال والمراهقين الذين أُدخلوا الطوارئ بسبب آثار تعاطي الحشيش.

خلطات دوائية خطرة

سلّط التقرير الضوء على لجوء بعض المراهقين إلى خلط أدوية طبية متعددة، مثل ديكستروميثورفان، أسيتامينوفين، كلوربرومازين، سيرترالين، كوديين وبروميثازين، لإنتاج ما يُعرف بـ«الشراب البنفسجي»، وهي خلطة ذات تأثيرات نفسية خطرة وصفها الأطباء بأنها «مروعة».

وكانت صحيفة «شرق» قد حذّرت في تقرير سابق خلال نوفمبر من ارتفاع إساءة استخدام أدوية الأعصاب والنفس، إضافة إلى بعض أدوية النوم وأدوية مرضى السرطان، التي يلجأ إليها بعض الشباب بحثاً عن «نشوة مؤقتة».

وفي سبتمبر الماضي، حذّر اختصاصي السموم الإيراني كامبيز سلطاني‌ نجاد من الانتشار الواسع لتعاطي الحشيش بين المراهقين والشباب، محذراً من أن البلاد قد تواجه قريباً «تسونامي من حالات انفصام الشخصية» إذا استمر الوضع دون تدخل فعّال.

ويعيد هذا التصاعد في الأزمات النفسية المرتبطة بالمخدرات طرح تساؤلات حادة حول فعالية السياسات الوقائية، ودور المؤسسات التعليمية والأسرية، في مواجهة خطر بات يهدد جيلاً كاملاً من الشباب في إيران.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية